Posts

Showing posts with the label Shakespeare

استطراد عن العثمانيين والدم وشكسبير

قُلتُ إنَّ قسوة العثمانيين كان يتبعُها في كثيرٍ من الأحيان استتبابٌ للأمر تُعصَمُ فيه الدماء؛ سُنَّةُ قتلِ السلاطين لإخوتِهم، التي استَنَّها محمد بن مراد الفاتح لكي لا ينافسَه إخوتُهُ، لو كَبِروا، على العرش والتي سار فيها خُلفاؤه من بعده مائة سنة واثنين وعشرين حتى أبطَلَها بعدَهُ السلطان أحمد الأول، والتي استهَلَّ بها مسلسل "ممالك النار" أحداثَهُ، هي مثالٌ مهم: إذ صارت وصمةً   للسطنةِ بين الأمم حتى جعلَ شكسبير الملكَ هنري الخامس يقول لإخوته مطمئنا، وهو يصعد على العرش: "يا إخوتي، إني أرى الخوف يخالط الحزن في أعينكم. [لا تخافوا] إنَّ هذا بلاط الإنجليز لا الترك؛ لا مُراد يرثُ مُرادًا بل هاري [هنري يرث] هاري [هنري]" طبعا يخلق شكسبير/هنري الخامسُ هنا تناقُضًا بين إنجلترا من حيث هي دارُ الأمانِ والأُلفة وتركيا من حيث هي دارُ الدماء التي يَقتُلُ فيها الأخُ إخَوتَهُ، ونرى في كلام الملك هاري/هنري نُسخةً واضحةً من الاستشراق المبكر الذي لا يُعَرِّف الغرب إلا بمُقَابَلتِهِ مَعَ الشَّرق.   ولكنَّ شكسبير قدَّمَ لنا هذهِ الجُملة، التي قد تَبدو عُنصريةً ومُقحَمَة، في خضمِّ ب

مختارات من شركة شكسبير الملكية

Image
تقول الكاتبة المسرحية هناء خليل، التي تُقَدَّم مسرحيتها "متحف في بغداد" ضمن عروض شركة شكسبير الملكية: "لا أستطيع، إن أردت أن أكتب شيئا ذا معنى، أن أبتعد عما هو سياسي... ربما لأن أصولي فلسطينية وأيرلندية عندي حساسيةخاصة تجاه الظلم." وبنفس المنطق، لا نستطيع نحن العرب أن نشاهد المسرحيات الإنجليزية أو نكتب عنها من دون النظر إلى بعدها السياسي.  وبنفس المنطق كذلك لا تهرب هذه الشركة من المحتوى السياسي لمسرحياتها، بل على العكس تبحث عن المسرحيات المعاصرة التي تمس واقعنا، مثل مسرحية "متحف في بغداد"، وتقدمها جنبا إلى جنب مع مسرحيات شكسبير التي تقدمها برؤية عصرية لا تخلو من أبعاد سياسية واجتماعية. تأسست هذه الشركة البريطانية بمرسوم ملكي في العام 1925. قبل ذلك كان اسمها شركة "شكسبير المسرحية التذكارية المحدودة" وكانت تدير مسرح شكسبير التذكاري في مسقط رأسه في مدينة "ستراتفورد-على-ضفاف-الإيفون." بدأت هذه الشركة بتقديم مسرحيات شكسبير ولكنها توسعت بعد ذلك لتقدم مسرحيات غيره من كتاب عصره، ثم توسعت أكثر لتقدم مسرحيات لكتابٍ معاصرين. وقد قد