Posts

Showing posts with the label Imperialism

بيرني ساندرز: التقدمي من موقعه الإمبريالي

(كتبت هذا المقال منذ أكثر من شهر وكان من المفترض أن يُنشر في حبر ثم حالت ظروف الكورونا دون ذلك؛ أنشره هنا الآن لا تشفيا في انسحاب ساندرز وإنما لأن قضايا الإمبريالية المالية وبناء شبكات الضمان الاجتماعي في حواضر الإمبراطورية على حساب أطرافها، وأسئلة التضامن العالمي ومحاولات فرض اليسار الإمبريالي لأجندته ومصالحه على بقية العالم، تبقى كلها قضايا ملحة؛ بالذات في ظل أزمة كورونا).  وعود ساندرز الاجتماعية والإمبريالية المالية قدم بيرني ساندرز، ربما لأول مرة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ انتخاب فرانكلين روزفيلت، برنامجًا قائمًا على إنشاء شبكة رعاية اجتماعية، فتحمس له الكثير في أمريكا بالذات ما بين الشباب وذوي الميول "التقدمية"، وتيم به بعض مثقفينا وأصبح التغني به من عادة بعض "اليساريين" و"المعارضين" في عالمنا العربي كأن علينا، حتى في خطاب المعارضة، أن نأتم بالمركز الإمبريالي. ولكن في غياب أي رؤية ثاقبة لموقع أمريكا الإمبراطوري وأي نقد للإمبريالية، فإن وعود ساندرز لا تتعدى إعادة ترتيب محدود للأوراق الإمبراطورية تستفيد منه الأقلية في حاض

النيوليبرالية ودينها

Image
في السنة الأولى لي في نيو يورك، وأثناء الحديث عن تشكل الذات في ظل شبكة علاقات القوى المهيمنة، سألنا الأستاذ إن كنا نرى من الممكن أن يجمع المرء بين أن يكون ذاتا نيوليبرالية وذاتا مؤمنة، أو بين أن يكون من رعايا السوق ومن رعايا الدين. كان الحديث يدور في سياق أن السوق العالمية واقتصادياتها تفرض على الناس أنماطا معينة من العيش ومن التفكير ومن العلاقة مع هذه السوق وثقافتها (ليس فقط ثقافات التنافس وجمع المال والفردية وما إلى ذلك مما تقوم عليه اقتصاديات السوق، ولكن أيضا ما تنتجه هذه السوق من أفلام ومسلسلات وأغان وغير ذلك مما يفرض صورة واحدة ونمطا واحدا على الصور والأنماط الأخرى—باختصار أيديولوجيا السوق والأيديولوجية الأمريكية كأيديولوجية السوق المهيمنة). جاء سؤال الأستاذ ونحن في نيو يورك، حيث تضع هذه السوق العالمية مركز ثقلها، وتنادي على الذوات التي تصنعها هذه السوق لكي تهوي أفئدتهم إلى هذا المكان—من خلال الأفلام والمسلسلات وهذا حديث يطول، ومن خلال الجامعات التي تصور على أنها كعبة العلوم (ومنها جامعة كولومبيا التي كنا ندرس فيها) ومن خلال تكريس مركز البورصة في وول ستريت التي أصبحت مج