بيرني ساندرز: التقدمي من موقعه الإمبريالي
(كتبت هذا المقال منذ أكثر من شهر وكان من المفترض أن يُنشر في حبر ثم حالت ظروف الكورونا دون ذلك؛ أنشره هنا الآن لا تشفيا في انسحاب ساندرز وإنما لأن قضايا الإمبريالية المالية وبناء شبكات الضمان الاجتماعي في حواضر الإمبراطورية على حساب أطرافها، وأسئلة التضامن العالمي ومحاولات فرض اليسار الإمبريالي لأجندته ومصالحه على بقية العالم، تبقى كلها قضايا ملحة؛ بالذات في ظل أزمة كورونا). وعود ساندرز الاجتماعية والإمبريالية المالية قدم بيرني ساندرز، ربما لأول مرة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية منذ انتخاب فرانكلين روزفيلت، برنامجًا قائمًا على إنشاء شبكة رعاية اجتماعية، فتحمس له الكثير في أمريكا بالذات ما بين الشباب وذوي الميول "التقدمية"، وتيم به بعض مثقفينا وأصبح التغني به من عادة بعض "اليساريين" و"المعارضين" في عالمنا العربي كأن علينا، حتى في خطاب المعارضة، أن نأتم بالمركز الإمبريالي. ولكن في غياب أي رؤية ثاقبة لموقع أمريكا الإمبراطوري وأي نقد للإمبريالية، فإن وعود ساندرز لا تتعدى إعادة ترتيب محدود للأوراق الإمبراطورية تستفيد منه الأقلية في حاض